وسائل تعليم وتعلم الكتابة

وسائل تعليم وتعلم الكتابة

هناك نوعان من الوسائل لتعليم وتعلم الكتابة يتناول الأول منهما تعلم النواحي الثابتة الأساسية مثل الخط والهجاء وتنظيم فقرات الكتابة المتصلة، ويهم النوع الثاني بتزويد الدارس بأفكار وحقائق وآراء تساعده على إثاء محتوي الكتابة وتعرض له أمالة نطرق عرض الأفكار وتسلسلها ومناقشتها. وقد سبق عرض بعض وسائل تعلم الهجاء أولا، ثم ننتقل إلى وسائل تعزيز المحتوي وإثراته.

اهم المربّون بابتداء وسائل لتعلم الهجاء في اللغات الأجنبية نظرا لصعوبة ممارستها بالنسبة إلى المبتدئين من الدارسين ومن هذه الوسائل : أشرطة التسجيل والكلمات المتقاطعة والحروف الناقصة والصور والرسوم وألعاب الهجاء.[1]

بدأ الاهتمام في العالم العربي بالكلمات المتقاطعة التي تنشرها الصحف والمجلات ويقبل عليها الصغار والكبار. ولما كانت هذه التمرنات مصصمة لأهل اللغة الأصليين فكثيرا ما نجدها تحتوي على الكلمات الصعبة القليلة الاستعمال، كما أن التعريفات التي تعرضها هذه التمارين تصاغ بطريقة ملتوية حتى يعمل القارئ ذهنه في سبيل التوصل إلى الكلمات المطلوبة. ولذا لجأ بعض المربّين إلى صياغة تمرينات للكلمات المتقاطعة تناسب الدارس اللغات الأجنبية. وقد قام الأستاذ ل.أ. هيل (L.A. Hill) والأستاذ ب.د. بوبكين (B.D. Bobkin) بتأليف أربعة كتب تحتوي تمرينات الكلمات المتقاطعة لدارس اللغة الإنجليزية من غير أهلها، وقد احتوت هذه المجموعة على تمرينات سهلة في الكتاب الأول تتدرج في الصعوبة حتى الكتاب الرابع، ولمساعدة الدارس على التوصل إلى المفردات المطلوبة يحتوي كل تمرين على بعض الصور والرسوم التي تدل على الشيء المطلوب، كما إن حل كل الكلمات المتقاطعة موجود في نهاية الكتاب ليرجع إليه الدارس، ويقارن بين إجاباتها، والإجابات الصحيحة. ويستطيع المعلم أن يألف تمرينات الكلمات المتقاطعة الخاصة بأحد الدروس وإن كان ذلك يحتاج إلى خبرات ومهارات خاصة ووقت طويل.

ولعل من أسباب نجاح تدريبات الكلمات المتقاطعة أن عدد المربعات الأفقية أو الرأسية نرشد الدارس إلى نوع الكلمات المطلوبة، كما أن الحروف المشتركة بين المحورين الرأسي والأفقي تحدد اختيار الكلمات وتعين الدارس على تصحيح أخطاء الهجاء. ويتعلم الدارس عن طريق هذه التمرينات معاني الكلمات، وهجائها الصحيح.ويقبل على حلها الكثير من الدارسين لما تحوية من تحد وصعوبة.

مزايا الوسائل الحسية :

1.   أنها تجلب السرور التلاميذ، وتجدد نشاطهم، وتحبب إليهم المدرسة.

2.  أنها تضفي على الدرس حياة، بما يتطلبه استخدامها من الحركة والعمل.

3.  أنها ترهف الحواس، وتدعو إلى دقة الملاحظة .

4.  تساعد على تثبيت الحقائق في أذهان التلاميذ، لانهم أدركوها عن طريق الحواس المختلفة.

أهمية الكتابة :

ليس من شك أن الكتابة من أهم المهارات اللغوية وتكمن أهميتها فيما يلي :

أولا: الكتابة هي ذاكرة الأفراد والشعوب، حيث تحتفظ بخلاصة فكر الأمة وتراثها وتصونه من الضياع، فهي التي تستوعب التاريخ، وتدون أحداثه وحقائقه وأمة بلا تاريخ ضائعة ليس لها مكانة، كذلكفإن الكتابة تحفظ ما يريد الأفراد حفظه من ذكريات وخواطر وما إلى ذلك.

ثانيا: الكتابة وسيلة من وسائل حفظ الحقوق وقد أكد القرآن الكريم أهميتها في المعاملات والمواثيق قال الله تعالى :

$yg•ƒr'¯»tƒ šúïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä #sŒÎ) LäêZtƒ#y‰s? Aûøïy‰Î/ #’n<Î) 9@y_r& ‘wK|¡•B çnqç7çFò2$$sù 4 =çGõ3u‹ø9ur öNä3uZ÷­/ 7=Ï?$Ÿ2 ÉAô‰yèø9$$Î/ 4 Ÿwur z>ù'tƒ ë=Ï?%x. br& |=çFõ3tƒ $yJŸ2 çmyJ¯=tã ª!$# 4 ó=çGò6u‹ù=sù È@Î=ôJãŠø9ur “Ï%©!$# Ïmø‹n=tã ‘,ysø9$# È,­Gu‹ø9ur ©!$# ¼çm­/u‘ Ÿwur ó§y‚ö7tƒ çm÷ZÏB $\«ø‹x© 4 bÎ*sù tb%x. “Ï%©!$# Ïmø‹n=tã ‘,ysø9$# $·gŠÏÿy™ ÷rr& $¸ÿ‹Ïè|Ê ÷rr& Ÿw ßì‹ÏÜtGó¡o„ br& ¨@ÏJムuqèd ö@Î=ôJãŠù=sù ¼çm•‹Ï9ur ÉAô‰yèø9$$Î/... (سورة البقرة 282)

ويلاحظ أن الكتابة هي محور هذه الآية القرآنية الكريم التي اقتبسنا جزءا منها، وهي تبرز ضرورة الكتابة وأهميتها في المعاملات.

ثالثا: الكتابة أداة الابداع ووسيلته، فهي التي بوساطتها ينقل إلينا الأدباء والشعراء ما تفيض به قرائحهم من عذب القول وجميل القصيد، وهي التي حفظت لنا أروع النماذج الأدبية وأرفعها.

رابعا: الكتابة أداة من أدوات الاعلام والدعوة خصوصا في عصران الحاضر حيث انتشرت المطبوعات والجرائد والمجلات والكتب وأصبح أمر الاستغناء عنها غير ممكن على الأطلاق. فهي تلعب دورا هاما في مختلف المجالات.

خامسا: الكتابة قوام المعاملات التي تنظم شؤون الدولة محليا ودوليا فيها ومن خلالها تنظم شؤون الحكم والادارة والسياسة والقضاء والتشريع والتوثيق والتمليك والتجارة والصناعة وسائر شؤون الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصاضية وبالكتابة تقضي الحقوق والمصالح وتمنح الشهادات والصكوك.

سادسا: الكتابة أداة من أدوات المعرفة والتثقيف والتعليم فهل يمكن تصور أن تكون هناك مدارس أو كليات أو معاهد دون الكتابة، وهل يمكن تصور وجود مراكز البحث العلمي والتربوي  والمكتبات بدون المتابة.

وهكذا يتضح لنا أن الكتابة ذات أهمية قصوى في حياتنا بمختلف جوانبها الخاصة والعامة.    

  

اهميته :

       الحواس هي المنافذ الطبيعية للتعلم، ويقول بعض المربين "يجب أن يوضع كل شيء امام الحواس طالما كان ذلك ممكنا، ولتبدأ المعرفة دائما من الحواس"، ولهذا دعا المربون إلى استخدام الوسائل التوضيحية، لأنها ترهف الحواس وتوقظها، وتعينها على أن تؤدي وظيفتها في أن تكون أبوابا للمعرفة، وبدهي أن لهذه الوسائل أهمية كبرى في تدريس المواد المختلفة، ومن بينها اللغة العربية.

أنواعها :

       يمكن رد هذه الوسائل إلى نوعين :

1.              وسائل حسية، وهي ما تؤثر في القوي العقلية بوساطة الحواس، وذلك بعرض ذات الشيء، أو نموذجه، أو نحو ذلك.

2.              وسائل لغوية، وهي ما تؤثر في القوي العقلية بوساطة الألفاظ، كذكر المثال، أو التشبيه، أو الضد، أو المرادف.

---

[1]  صلاج عبد المجيد العربي، تعلم اللغات الحية وتعليمها، (مكتبة لبنان)،ص. 193